عقب استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر مصدر أمني رفيع المستوى للزمان: مصر تدرس خيارات الحل العسكري مع الإمارات
تصاعد التوتر بين مصر والإمارات التي تدعم قوات الدعم السريع بصورة غير مسبوقة بعد استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، وهو ما قسّم السودان إلى قسمين، الأمر الذي يشكل تهديدًا غير مسبوق للأمن القومي المصري. وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن الاجتماع الأخير للرباعية الدولية الخاصة بالسودان شهد صدامًا مصريًا إماراتيًا بعد اعتراض مصر على اقتراح إماراتي باستبعاد كلٍّ من البرهان وحميدتي من إدارة السودان في المرحلة القادمة، على أن يتولى حمدوك، رجل الإمارات في السودان، تلك المهمة، وهو الأمر الذي أغضب مصر وأنهى الاجتماع دون التوصل إلى نتائج محددة.
واستبعد المصدر حدوث اصطدام مباشر بين مصر والإمارات نظرًا للشراكة الاقتصادية بين البلدين، وقيام الإمارات بالاستثمار في مساحات ومشاريع واسعة في مصر، الأمر الذي يجعلها أكبر داعم للاقتصاد المصري، غير أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين لن تمنع مصر من التحرك العسكري للحيلولة دون إقامة كيان على حدودها الجنوبية يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، خاصة إذا كان هذا الكيان تقوده ميليشيات لا يمكن التحكم فيها.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أنه من المؤكد ضلوع مصر في العمليات العسكرية الدائرة الآن بعد قيام طائرات مجهولة الهوية، يُعتقد أنها مصرية، بتوجيه ضربات إلى قوات الدعم السريع بعد استيلائها على الفاشر. فيما كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر تدرس حاليًا الخيارات العسكرية التي يمكنها القيام بها لمواجهة الأخطار المترتبة على استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر.
وأوضح المصدر أن السيناريو الأول الأكثر احتمالًا هو تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للجيش السوداني دون نشر قوات برية، مستفيدة من اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، ويشمل ذلك تزويد الجيش السوداني بمعدات عسكرية وطائرات مسيّرة لمواجهة الدعم السريع، مع الضغط الدبلوماسي من خلال الجامعة العربية والأمم المتحدة لفرض عقوبات على حميدتي. وفي حال مهاجمة الدعم السريع أهدافًا عسكرية داخل مصر، مثل مطار شرق العوينات، فإن مصر سترد بضربات محدودة على قواعد الدعم السريع، وفي أسوأ الحالات قد تنشر مصر قوات برية لحماية طرق التجارة والمياه.
وعن تأثيرات استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، قال خبير الأمن القومي المصري اللواء محمد عبد الواحد للزمان إن الفاشر لم تكن مجرد معقل عسكري للجيش السوداني فحسب، بل كانت رمزًا لآخر معقل للجيش السوداني في دارفور، وهو الأمر الذي يجعل سقوطها في يد الدعم السريع نقطة تحول استراتيجية.
وأشار إلى أن حصول الدعم السريع على إمدادات عسكرية ولوجستية مكّنه من استعادة توازنه ومهاجمة الخرطوم وكردفان، وهو الأمر الذي حدّ من قدرة الجيش على إعادة الانتشار، واعتبر أن السودان يتجه نحو التقسيم.
وعن تأثير ما حدث على الأمن القومي المصري، قال إن تهديد وحدة الأراضي السودانية يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري ويفتح الطريق أمام شبكات تهريب المخدرات وانتشار الإرهاب. وتوقع عبد الواحد أن تضع مصر خطوطًا حمراء خلال المرحلة القادمة لأي تحرك تجاه حدودها، فضلًا عن تكثيف جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة.
مصطفى عمارة
إرسال التعليق