جهود مصرية مكثفة لتنفيذ خطة ترامب، وحماس تتواصل مع لجنة الإسناد المجتمعي لضمان استمرار تواجدها في قطاع غزة

جهود مصرية مكثفة لتنفيذ خطة ترامب، وحماس تتواصل مع لجنة الإسناد المجتمعي لضمان استمرار تواجدها في قطاع غزة

كشفت مصر خلال الساعات الأخيرة عن جهودها في التغلب على العقبات التي تعترض تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثانية، وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ”الزمان” أن رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد عقد اجتماعًا مطولًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حاول خلاله رئيس المخابرات المصرية التغلب على العقبات التي تعترض تنفيذ خطة ترامب والعلاقات المصرية الإسرائيلية التي شهدت في المرحلة الماضية توترًا متزايدًا بسبب أحداث غزة.
وفي هذا الإطار طلب رئيس المخابرات المصرية من نتنياهو فتح جميع المعابر وعلى رأسها معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية بعد منع إسرائيل مئات الشاحنات من الدخول، وهو الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية، إلا أن الجانب الإسرائيلي ربط فتح معبر رفح بعد قيام حماس بتسليم كافة الجثامين الإسرائيلية، رغم أنها سلمت حتى الآن 12 جثمانًا، وأن تسليم بقية الجثامين قد يستغرق بعض الوقت لصعوبة استخراجها بسبب الدمار الهائل ووجود تلك الجثامين في مناطق يسيطر عليها الاحتلال.
كما تحفظت إسرائيل على مشاركة قوات تركية في عملية البحث، كما رفضت مصر اقتراحًا إسرائيليًا بوجود عناصر من ميليشيات ياسر أبو شباب على المعبر نظرًا لوجود شبهات حول تجنيد إسرائيل لتلك العناصر للعمل لحسابها.
وبالنسبة للعلاقات المصرية الإسرائيلية فلقد رفضت مصر سحب قواتها من الحدود مع غزة لأن ذلك مرتبط بالأمن القومي المصري، لمنع تنفيذ إسرائيل لمخططاتها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
ومن المنتظر أن يلتقي رئيس المخابرات المصرية مع ستيف وتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ومن المنتظر أن يطلب رئيس المخابرات المصرية من مبعوث الرئيس الأمريكي الضغط على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في خطة الرئيس الأمريكي لمنع انفجار الموقف مرة أخرى.
في السياق نفسه، كشف مصدر فلسطيني مقرب من حركة حماس، طلب عدم ذكر اسمه لـ”الزمان”، أن حركة حماس أجرت اتصالات مع عدد من أعضاء لجنة الإسناد المجتمعي والمكلفين بإدارة قطاع غزة خلال المرحلة الثانية والمعروفين بولائهم لحركة حماس لتنسيق العمل معهم خلال المرحلة المقبلة، لضمان استمرار التواجد السياسي للحركة خلال المرحلة المقبلة.
فيما اتهم مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، في اتصال أجريناه معه، إسرائيل بعدم صدقها في تنفيذ خطة ترامب لاستمرار سيطرتها على قطاع غزة، فهي تطالب حماس بتسليم جثامين الأسرى رغم صعوبة تحقيق ذلك في فترة قصيرة، رغم أن بعض الجثامين تقع في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، كما أنها تمنع دخول معظم المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتستمر في غلق المعابر.
وحذر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من خطورة الأوضاع في غزة، مؤكدًا أن إسرائيل تسلح ميليشيات تابعة لها لتفجير حرب أهلية في القطاع.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن الخروقات الإسرائيلية تمثل التحدي الأكبر أمام تثبيت الهدنة، وأضاف أن تصريحات نتنياهو حول استهداف الاتفاق تؤكد رغبة نتنياهو في استمرار الضغط الميداني على غزة، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية لا تتعلق فقط بالتهدئة، بل بتهيئة الظروف لملء الفراغ الأمني في القطاع تدريجيًا.

مصطفى عمارة

إرسال التعليق