عائلات المحكومين بالإعدام يتظاهرون أمام برلمان النظام
في تصعيد لافت للحراك الشعبي ضد آلة القتل التي يديرها النظام الإيراني، نظمت عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام تجمعًا ومظاهرة شجاعة أمام مبنى برلمان النظام في طهران يوم الأحد، 19 أكتوبر. وتحولت الوقفة الاحتجاجية السلمية إلى مواجهة عندما هاجمت قوات الأمن المتظاهرين بالهراوات في محاولة لتفريقهم بالقوة. ورغم القمع، صدحت حناجر العائلات، ومعظمهم من النساء والأمهات، بشعارات قوية مثل “لا للإعدام” و”أوقفوا الإعدامات”، بينما أظهر المواطنون في السيارات المارة دعمهم بإطلاق أبواق سياراتهم بشكل متواصل.
https://t.me/Mojahed_Org/18727
وجاء هذا التحرك استجابة مباشرة لنداء أطلقه 1500 سجين مضرب عن الطعام في سجن قزل حصار، الذين دخلوا يومهم السابع من الإضراب. ففي بيان مؤثر بعنوان “وصية سجناء قزل حصار”، ناشد هؤلاء السجناء الشعب الإيراني التجمع أمام البرلمان يوم الأحد لإيصال صوتهم وإنقاذ حياتهم. إن إضرابهم الذي بدأ كاحتجاج على نقل عدد من زملائهم لتنفيذ حكم الإعدام، تحول إلى حركة وطنية واسعة النطاق ضد عقوبة الإعدام برمتها.
وقد حظيت هذه الحركة بتضامن دولي واسع. فقد أصدرت منظمة العفو الدولية بيانات عاجلة تدعو فيها إلى وقف فوري لموجة الإعدامات المروعة. كما نظم الإيرانيون الأحرار وأنصار المقاومة الإيرانية مظاهرات حاشدة في أكثر من 10 مدن أوروبية وأمريكية، معلنين دعمهم الكامل للسجناء المضربين ومطالبين بمحاسبة قادة النظام على جرائمهم.
كما حظيت القضية بتغطية إعلامية عالمية كبيرة، حيث سلطت وسائل إعلام بارزة مثل فوكس نيوز، وتاون هال، وديلي ميل الضوء على شجاعة السجناء المضربين ووحشية النظام. وقد فضحت هذه التقارير استخدام النظام للإعدام كأداة سياسية، وكشفت عن الأرقام المروعة لعمليات الشنق التي تتم بشكل يومي، مما وضع النظام تحت ضغط دولي متزايد.
إن ما يجري اليوم في إيران يتجاوز كونه مجرد احتجاج على أحكام قضائية؛ إنه مواجهة مباشرة مع الأداة الرئيسية التي يستخدمها النظام للبقاء في السلطة: الإعدام. لقد أدرك النظام أن بقاءه مرهون بقدرته على بث الرعب في المجتمع، وأن حبل المشنقة هو سلاحه الأهم في مواجهة شعب يطالب بالحرية، وهو النهج الذي بلغ ذروته في مجزرة عام 1988. واليوم، من خلال هذا الاتحاد الرائع بين صرخة السجناء من داخل أسوار الموت، وشجاعة عائلاتهم في الشوارع، ودعم المقاومة المنظمة في الداخل والخارج، يقف الشعب الإيراني على أعتاب فرصة تاريخية. فإذا نجحوا في تجريد النظام من سلاح الإعدام الذي لطالما استخدمه، كما في مجزرة عام 1988، فإنهم بذلك يكسرون أهم أعمدة الخوف التي يرتكز عليها، وستكون الخطوات التالية نحو تحقيق الحرية وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران أقرب من أي وقت مضى.
إرسال التعليق