وفد من حماس يصل إلى القاهرة لترتيب حوار فلسطيني شامل حول ترتيب الأوضاع في قطاع غزة خلال المرحلة الثانية لخطة ترامب
وصل إلى القاهرة مساء أمس وفد من قيادات حركة حماس تمهيدًا لإجراء حوار فلسطيني شامل حول ترتيبات عودة قطاع غزة خلال المرحلة الثانية لخطة ترامب. وكشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن المخابرات المصرية تمارس ضغوطًا على حركة حماس لوقف حملة الإعدامات التي تمارسها حركة حماس ضد المعارضين لها في مدينة غزة بدعوى تعاونهم مع إسرائيل حتى لا تتملص إسرائيل من تنفيذ خطة ترامب الداعية إلى وقف إطلاق النار. فيما حذر اللواء عبد العليم عبد العظيم، الخبير الأمني، من خطورة تلك الاشتباكات، مؤكدًا أن التصعيد في هذا التوقيت يعد تهديدًا مباشرًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف أن حماس تسعى إلى فرض نفوذها من خلال تلك الاشتباكات وإثبات وجودها أمام الجميع عبر تصفية حسابات داخلية.
وتوقع الخبير الأمني أن تكون لإسرائيل دور في هذه الاشتباكات بهدف كشف الالتزام بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذا يضع الدول العربية والإسلامية في موقف حرج. ولم يستبعد اللواء عبد العظيم أن تكون حماس نفسها متورطة في تلك الاشتباكات بهدف تعطيل المرحلة الثانية من الاتفاق. وأوضح أستاذ العلوم السياسية عبد السلام النويري أن ترامب أبدى تفهمه لما قامت به حماس في مدينة غزة، وأنها حصلت على ضوء أخضر من ترامب على أن يكون هذا التفويض لفترة محددة مع تهديدات بنزع سلاحها، وهو الأمر الذي يشير إلى أن هناك تفاهمات سرية تجري بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس لإدارة قطاع غزة، وهو الأمر الذي أشار إليه محمد عبد العاطي، وزير الخارجية المصرية، خلال ندوة أقيمت بالقاهرة حول مستقبل عملية السلام وسلاح حماس، مؤكدًا أن هناك خطة مصرية لإدارة قطاع غزة خلال المرحلة القادمة من خلال لجنة من التكنوقراط وشخصيات فلسطينية مستقلة غير مرتبطة بأحزاب سياسية، والتي تدعمها قوات من الشرطة الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية لمعاونة تلك اللجنة، وأن الأمر يتطلب أولًا وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
واتهم عبد العاطي إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات عبر معبر رفح بدعوى عدم إيفاء حركة حماس بتعهداتها بعودة كافة جثامين الأسرى الإسرائيليين، رغم تعقيد المهمة بسبب الدمار الذي يعاني منه القطاع، وهو الأمر الذي فهمه الرئيس ترامب نفسه.
من ناحية أخرى، كشف مصدر أمني للزمان أن عددًا من الأسرى الفلسطينيين الذين أبعدتهم إسرائيل عن قطاع غزة يقيمون حاليًا في أحد فنادق القاهرة تحت حراسة مشددة، وأن بعض هؤلاء الأسرى اختار الإقامة في القاهرة بعد رفض كل من تونس والمغرب والجزائر استضافتهم.
وعن الأوضاع التي آلت إليها غزة بعد الحرب، أكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب، سواء أكان ذلك في الإفراج عن الأسرى بالقوة أو تدمير كافة القدرات العسكرية لحركة حماس أو فرض التهجير القسري على سكان غزة. واتفق معه عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلا أنه حذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية التي يمكن أن يتكرر فيها ما حدث في غزة.
مصطفى عمارة
إرسال التعليق