وسط الجدل الدائر حول إقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين د/ جمال زحالقة المفكر السياسي الفلسطيني والعضو السابق في الكتلة العربية بالكنيست الإسرائيلي في حوار شامل للزمان
– الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة إلى الأمام رغم تأخرها إلا أنها غير كافية لعدم اقترانها بخطوات عملية .
– أتوقع جولة ثانية من الحرب الإسرائيلية الإيرانية واستبعد اندلاع حرب بين إسرائيل ومصر .
شهدت الأيام الماضية جدلا واسعا حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة بعد إعلان عدد من الدول الكبرى الاعتراف بتلك الدولة يأتي هذا في الوقت الذي وسعت فيه إسرائيل عدوانها على عدد من دول المنطقة وكان آخرها قطر ، وايذاء تلك التطورات أدلى د. جمال زحالقة المفكر السياسي الفلسطيني والعضو السابق في الكتلة العربية بالكنيست الإسرائيلي بحوار شامل للزمان تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص الحوار:-
– في ظل الجدل الدائر حول موضوع حل الدولتين ، هل ترى أن الوقت الحالي مناسب لتطبيق هذا الخيار ؟
الوقت الحالي غير مناسب لإيجاد حل سياسي في ظل ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة جماعية وتدمير شامل في غزة، وتوغلها في جرائم التوسع الاستيطاني والقمع والقتل والتدمير في الضفة الغربية أيضا. لكن التمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير هو أمر لازم لأن أحد أهم اهداف إسرائيل هو محو هذا الحق وحرمان الشعب الفلسطيني من الوصول إلى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الحلول الأخرى المطروحة هي أقل عملية، وأقرب إلى الحلم منها إلى الحل السياسي العملي.
– كيف ترى مستقبل قطاع غزة وحركة حماس بعد هذه الحرب ؟
من الصعب التكهّن بالذي سيحدث بعد الحرب، لأننا لا نعرف متى وكيف ستنتهي هذه الحرب القذرة. لكن من المؤكّد أن إسرائيل ستفشل في تنفيذ جريمة التهجير من جهة وهي لن تستطيع القضاء على حركة حماس من جهة أخرى. هناك مكان لحماس في البيت الفلسطيني السياسي، ويمكن التوصل فلسطينيا إلى ترتيبات تشمل مشاركة حماس في الحياة السياسية وفي السلطة. هذا يتطلب تجاوز الانقسام وإنشاء قيادة موحّدة تضع برنامجا وطنيا موحدا وتقود النضال من اجل تحقيق أهداف التحرر والاستقلال والعودة.
– كيف ترى تأثير الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على إقامة تلك الدولة ؟
الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتثبيت حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في دولة مستقلة هو انجاز مهم لقضية فلسطين وخطوة إلى الأمام. صحيح انها خطوة متأخّرة وغير كافية وغير شاملة، لكنّها انجاز مهم. هي خطوة متأخّرة لأنها مضى 37 عاما على إعلان الاستقلال الفلسطيني في المجلس الوطني في الجزائر عام 1988، وهناك دول كثير اعترفت بدولة فلسطين بعد ذلك مباشرة. وهي غير كافية لأنها غير مقترنة بخطوات عملية لإقامة الدولة، ولأنها لا تشمل إجراءات ضد الجرائم والإجراءات الإسرائيلية، التي تشمل إبادة شعب هذه الدولة. وهي غير شاملة لأن دولا مهمة وبرأسها الولايات المتحدة لا تعترف بالدولة وتراجعت حتى عن موقفها الرسمي، الذي أعلنه الرئيس بوش الابن عام 2002، والذي يعترف بحل الدولتين.
الاعتراف بحد ذاته لن يقرّب إقامة دولة فلسطينية، فهو بحاجة إلى فعل سياسي مؤثّر ومتواصل فلسطيني وعرب ودولي. العوائق حاليا كثيرة وضخمة، لكن الأمل ان نتجاوزها لاحقا.
– كيف ترى تأثير الاعتراضات الداخلية على استمرار تلك الحرب على قرارات الحكومة الإسرائيلية في الفترة المقبلة ؟
المعارضة الداخلية في إسرائيل ضد استمرار الحرب تحرّكها الرغبة في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. إضافة لذلك هناك معارضة شديدة من نخب أمنية وازنة على اعتبار أن الحرب استنفذت تماما ما يمكن تحقيقه ومواصلتها ستعرض إسرائيل لخسائر بشرية ومعنوية وسياسية واقتصادية وأمنية “لا مبرر لها”. وهناك من يذهب إلى انها أصبحت حربا سياسيا تخدم مصالح نتنياهو ولا تخدم مصالح إسرائيل.
بالرغم من شدّة المعارضة فهي لم تصل بعد إلى مستوى الضغط الفعلي والمؤثّر على نتنياهو لوقف الحرب. المعارضة تصرخ وتصرخ والحرب تسير وتسير.
– في ظل تصريحات نتنياهو حول إسرائيل الكبرى هل تتوقعون إقدام إسرائيل على تطبيق تلك التصريحات؟
تصريحات نتنياهو حول إسرائيل الكبرى ارتبطت بالحديث عن ضم مناطق من الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. ما تفعله إسرائيل حاليا هو توسيع جنوني للاستيطان وإقامة مئات البؤر الاستيطانية للاستيلاء على الأراضي ومحاصرة التجمعات السكنية الفلسطينية والضغط على الناس لتهجيرهم بالأخص سكّان القرى الصغيرة المتاخمة للمستوطنات. هذا تنفيذ فعلي لمشروع أرض إسرائيل الكبرى.
امّا الإعلان الرسمي عن ضم مناطق من الضفة الغربية، فإسرائيل لن تقدم عليه إلّا بموافقة وبمباركة من الإدارة الأمريكية وهناك قيادات أمريكية بارزة ومؤثّرة تدعم الضم وفي مقدمتهم وزير الخارجية روبيو السفير الأمريكي في إسرائيل هاكاربي. ما يجري الحديث عنه حاليا هو ضم منطقة غور الأردن لقطع التواصل الجغرافي بين الضفة والأردن.
– هل ستنجح إسرائيل في تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة ؟
الإصرار على موقف مصري – أردني – فلسطيني موحّد وحازم رافض للتهجير كفيل بإفشال مخطط التهجير الإسرائيلي. وما نشهده من حزم في الموقف المصري أفشل مشاريع التهجير الإسرائيلية.
– كيف ترى مستقبل حركة حماس بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة ؟
من الصعب التكهن. لكن ما هو مطلوب هو أن تكون حماس جزءا من النظام السياسي الفلسطيني، لها دورها وإسهاماتها ومكانتها.
– في النهاية هل تتوقعون اندلاع حرب إسرائيلية مع دول الجوار وخاصة مصر وإيران ولبنان ؟
أتوقع ان تكون جولة ثانية في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي بدأت عام 2025، وسوف تستمر لسنوات طويلة برأيي. استبعد حربا مع مصر أو توسيع العمليات العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان إلى حرب شاملة.
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق