ليبيا تعيد التوتر في العلاقات المصرية – التركية ووزير الخارجية ينجح في احتواء الصدام بين البلدين
شهدت الفترة الماضية عودة التوتر في العلاقات المصرية – التركية وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين شهدت تحسناً ملحوظاً عقب عودة العلاقات الرسمية بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي حيث أشارت الإحصاءات إلى أن رجال الأعمال الأتراك كان لهم دور بارز في المساهمة في نهضة الاقتصاد المصري بل إن الأمر تطور إلى التنسيق بين البلدين في المجال العسكري حيث شهدت الفترة الماضية مناورات عسكرية مشتركة كما أمدت تركيا الجيش المصري بصفقة طائرات مسيرة وفرض التوتر العسكري بين إسرائيل وكل من مصر وتركيا زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين مع احتمالات حدوث مواجهة بينهما وبين إسرائيل مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلا أن مصدر أمني رفيع المستوى كشف للزمان إنه على الرغم من تطور العلاقات بين البلدين في عدة مجالات إلا أن التوتر لا يزال قائماً بينهما في عدة ملفات وعلى رأسها الملف الليبي ومنطقة القرن الإفريقي وملف الإخوان المعارضين للنظام المصري.
وفي محاولة لاحتواء التوتر بين البلدين جاءت زيارة وزير الخارجية الليبي لمصر واجتماعه مع نظيره المصري والرئيس السيسي وفي هذا الإطار أوضح المصدر إن مصر وتركيا تفاهما خلال الفترة الماضية على اقتسام مناطق النفوذ في ليبيا بما يحقق المصالح المشتركة حيث سيطرت مصر على الجزء الشرقي من ليبيا من خلال حليفها خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وابنه صدام حفتر بينما سيطرت تركيا على الجزء الغربي الذي يهيمن عليه الدبيبة إلا أن تركيا سعت خلال الفترة الأخيرة على مد نفوذها إلى المنطقة الشرقية من خلال اتصالات جرت بينها وبين خليفة حفتر نظراً لأن الجزء الشرقي يحتوي على ثروات كبيرة من النفط وهو الأمر الذي أقلق مصر وأجرت اتصالات عاجلة معه ومع ابنه صدام وهددت مصر إنها لن تسمح لأحد بتهديد نفوذها في الشرق الليبي حتى لو تطلب الأمر تدخلها العسكري نظراً لأهمية تلك المنطقة للأمن القومي المصري ومع احتمالات حدوث صدام مصري تركي حول هذا الملف نجح وزير الخارجية التركي في إعادة التفاهمات مع مصر لتجنب حدوث صدام يعيد أجواء التوتر بين البلدين وتكرر الأمر ذاته في منطقة القرن الإفريقي حيث تسعى مصر في تدعيم علاقاتها مع كل من الصومال وجيبوتي من خلال دعمها العسكري للبلدين في مواجهة إثيوبيا في ظل توتر العلاقة بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة فضلاً عن تأمين منطقة البحر الأحمر الذي يمثل أهمية كبيرة لمصر والتي أعلنت أنها لن تسمح لأي دولة بعيدة عن تلك المنطقة في إقامة قواعد لها في تلك المنطقة في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى مد نفوذها في تلك المنطقة أما بالنسبة لملف الإخوان والجماعات المناوئة للنظام المصري فلقد لعبت تركيا دوراً إيجابياً في تحجيم تلك العناصر وكان آخرها ملف قضية حسم إلا أنها لم تقطع صلتها بالكامل مع عدد من العناصر الإخوانية ولم تسلمهم حتى الآن لمصر واستخدامهم إذا اقتضى الأمر ذلك لتحقيق أهداف خاصة لتركيا في بعض الملفات وأكد المصدر الأمني إنه على الرغم من استمرار الخلافات حول بعض النقاط التي تمثل مصالح خاصة لكلا البلدين إلا أن زيارة وزير الخارجية التركي ساهمت في تطويق تلك الخلافات وإيجاد تفاهمات تحول دون حدوث صدام مصري تركي حيث اتفق الطرفان على تنسيق الجهود في ظل تزايد الخطر الإسرائيلي على دول المنطقة في السياق ذاته اتهمت د/ أميرة فتحي الباحثة في مركز الأهرام للدراسات القوى الدولية وعلى رأسها روسيا بالوقوف وراء إشعال الموقف في ليبيا في ظل سعيها إلى الحصول على حصة من غاز المتوسط والذي لن يحدث إلا من خلال تركيا التي تسيطر على الجزء الغربي من البلاد وأضافت إن الولايات المتحدة ودول غربية لا تريد حدوث فوضى في ليبيا حتى لا يؤثر هذا على تصدير النفط وأشارت إلى أهمية اللقاء بين الدولتين وصدام حفتر في تسوية الخلافات إلا إن هناك خلافات يجب تسويتها للوصول إلى هذا الهدف فيما اتهم النائب الليبي د/ علي التكبالي ميليشيات الدبيبة ماضية في تنفيذ مخططها نحو تقسيم البلاد وعلى الميليشيات المناوئة لها التصدي لهذا المخطط في ظل إهمال المنطقة الشرقية.
مصطفى عمارة
إرسال التعليق