بلومبرغ: 52 مليون برميل من النفط الإيراني “تائهة” في البحار.. والصين تدير ظهرها
كشفت وكالة “بلومبرغ” في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 عن أزمة حادة تواجه صادرات النفط الإيرانية، حيث أفادت بأن ما يقرب من 52 مليون برميل من النفط الخام التابع للنظام الإيراني “تائهة” وعالقة في عرض البحر، في أعلى مستوى لها منذ عامين ونصف.
تراجع الطلب الصيني يفاقم الأزمة
وفقاً للتقرير، الذي استند إلى بيانات شركة معلومات الشحن “كيبلر”، فإن هذا التراكم الهائل للنفط العائم يعد مؤشراً مباشراً على تراجع مشتريات الصين، التي تعد أكبر مشترٍ للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات.
وتظهر البيانات أن حوالي نصف هذه الناقلات العالقة (حوالي 26 مليون برميل) متوقفة بالقرب من ماليزيا، وهي نقطة عبور رئيسية لعمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى للالتفاف على العقوبات. وقد تضاعف هذا الرقم مقارنة بالشهر الماضي، وشهد زيادة دراماتيكية مقارنة بشهر يناير، حين كان يتراوح بين 5 إلى 10 ملايين برميل فقط.
تخفيضات اضطرارية: النفط الإيراني بنصف القيمة
أدى هذا الركود في المبيعات وتراكم المخزون العائم إلى إجبار النظام الإيراني على تقديم تخفيضات سعرية كبيرة وغير مسبوقة لبيع نفطه. ونقلت “بلومبرغ” عن مصادر قريبة من صفقات النفط (طلبت عدم الكشف عن هويتها) أن هذا الوضع دفع طهران إلى بيع نفطها بخصومات أعمق، مما وسع الفارق السعري بين الخام الإيراني وخام برنت القياسي العالمي بشكل كبير.
فعلى سبيل المثال، يتم تداول النفط الإيراني الخفيف حالياً بخصم يصل إلى 8 دولارات للبرميل أقل من سعر برنت، وهو ضعف الخصم الذي كان سائداً في شهر أغسطس الماضي (4 دولارات فقط).
تأكيد من رويترز: عقوبات أشد وتخفيضات أوسع
تتطابق هذه المعلومات مع تقرير سابق لوكلة “رويترز” نشرته الشهر الماضي، والذي أكد أن الخصومات المقدمة لبيع النفط الإيراني للصين قد وصلت إلى أوسع نطاق لها منذ أكثر من عام. وعزت “رويترز” ذلك إلى تشديد العقوبات على كل من روسيا وإيران، مما جعل الشراء أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة للمصافي الصينية المستقلة (Teapots)، التي تعاني أصلاً من نقص في حصص الاستيراد.
حصار اقتصادي يشتد
تعكس هذه الأرقام عمق الأزمة الاقتصادية التي يواجهها نظام الملالي نتيجة العقوبات الدولية وتشديد الخناق على شريان حياته الرئيسي. فمع تراجع الحليف الصيني واضطرار النظام لبيع ثروته النفطية بأسعار بخسة، تزداد الضغوط على اقتصاده المتداعي، مما ينذر بمزيد من التدهور المعيشي والاحتقان الاجتماعي في الداخل.
إرسال التعليق