مع تعثّر الجهود لإيجاد حلّ لأزمة عناصر حماس المحاصَرين في اتفاق رفح قيادي في حركة حماس لـ”الزمان”: خروج مقاتلي حماس يجب أن يتم بعيدًا عن المخابرات الإسرائيلية

مع تعثّر الجهود لإيجاد حلّ لأزمة عناصر حماس المحاصَرين في اتفاق رفح قيادي في حركة حماس لـ”الزمان”: خروج مقاتلي حماس يجب أن يتم بعيدًا عن المخابرات الإسرائيلية

كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ”الزمان” أن الاتصالات التي أجرتها المخابرات المصرية مع وفدي حماس وإسرائيل تعثّرت بسبب تصلّب مواقف الطرفين في معالجة تلك القضية، حيث رفضت حركة حماس اقتراح الوسطاء بخروج مقاتلي حماس المتحصّنين في رفح وتسليم أسلحتهم إلى مصر مقابل توفير ممرّ آمن لهم، وإعطاء التفاصيل عن الأنفاق التي كانوا متحصّنين فيها في رفح حتى يتم تدميرها، بينما رفض الجانب الإسرائيلي السماح لمقاتلي حماس بتوفير ممرّ آمن لعناصر الحركة، داعيًا إلى استسلامهم.

وردًّا على تلك التصريحات، قال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، في اتصال أجريناه معه، إنّ عناصر الحركة لن يستسلموا أو يسلّموا أسلحتهم، داعيًا الجانب الإسرائيلي إلى إبعاد تلك القضية عن التجاذبات السياسية المرتبطة بالانتخابات الإسرائيلية، وأوضح أن حماس على استعداد للانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.

ومع تعقّد المفاوضات، كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ”الزمان” أن وفدًا من المخابرات المصرية سيتوجّه إلى قطاع غزة لإجراء مفاوضات مع عدد من الفصائل الفلسطينية في القطاع لمناقشة الطرح المصري لليوم التالي للحرب وتأمين عناصر حماس المحاصَرين في معابر رفح.

وكشف المصدر عن وجود دور مصري وتركي في تلك القضية، حيث أبدت تركيا استعدادها لتوفير ممرّ آمن لنحو 200 من مقاتلي حماس المحاصَرين في أنفاق غزة، خاصة أن تركيا سهّلت عودة جثة الأسير هدار جولدن إلى إسرائيل.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن عددًا من الوفود الأوروبية أجرى خلال الأيام الماضية اتصالات مع القيادة المصرية في محاولة للتوسّط لإزالة التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية، في ظلّ حشد مصر لقواتها على حدود غزة، وإعلان إسرائيل اعتبار المنطقة الحدودية مع مصر مناطق عسكرية مغلقة، وهو الأمر الذي يهدّد بانفجار الوضع بين البلدين في أي وقت.

وأضاف المصدر أن مصر أبلغت الوسطاء أن الحشود المصرية على الحدود تهدف إلى حماية الأمن القومي المصري من أي محاولة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما تعتبره خطًّا أحمر. وطالبت مصر بتعديل اتفاقية كامب ديفيد بما يسمح بتواجد عسكري كامل في سيناء، مؤكدة أنها لن تتنازل عن الوضع الراهن، مشيرة إلى تواجد أكثر من 250 ألف جندي على الحدود قابلين للزيادة، وأن إنشاء قواعد عسكرية في سيناء بات أمرًا وشيكًا.

وأوضحت مصر للوسطاء أنها تريد عهدًا جديدًا تعيد فيه إسرائيل تموضعها بما يتناسب مع حجمها الطبيعي، وألا تتدخل في شؤون الجيران، وأن الأمر لا يتوقف فقط على الانسحاب من غزة، بل يشمل أيضًا رفع يدها عن التدخل في السودان أو المناطق الأخرى التي تشكّل خطًّا أحمر للأمن القومي المصري، وعلى رأسها السعودية، مؤكدة أن مصر ستتدخل بشكل مباشر في الحرب إذا أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالهجوم على السعودية إذا لم تُطبّع مع إسرائيل.

مصطفى عمارة

إرسال التعليق