موجة احتجاجات عارمة في إيران: العمال والمواطنون يصرخون ضد الفساد والجوع

موجة احتجاجات عارمة في إيران: العمال والمواطنون يصرخون ضد الفساد والجوع


موجة احتجاجات عارمة في إيران: العمال والمواطنون يصرخون ضد الفساد والجوع
شهدت إيران، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، موجة واسعة من الاحتجاجات في مدن مختلفة، حيث خرج العمال والمنتجون والمواطنون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من الفساد المستشري، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وعجز النظام عن تلبية أبسط حقوقهم. من الأهواز جنوبًا إلى مشهد شمالًا، توحدت الأصوات في صرخة واحدة ضد الظلم وسوء الإدارة.


إضرابات عمالية ضد الأجور المتدنية والوعود الكاذبة
في سيرجان والأهواز وفسا، أضرب العمال في قطاعات حيوية. عمال شركة “گهرزمين” في سيرجان احتجوا على الوعود الكاذبة وظروف العمل القاسية وعدم صرف المكافآت. في غضون ذلك، طالب عمال توزيع كهرباء الأهواز برفع أجورهم المتدنية التي لم تعد تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية. وفي مشهد مؤثر، هتف مسعفو الطوارئ في فسا، الذين يعملون على إنقاذ الأرواح، ضد المسؤولين الفاسدين قائلين: “كفى وعودًا جوفاء، موائدنا فارغة!”، معبرين عن يأسهم من تجاهل مطالبهم.
الفساد الممنهج يشعل غضب عمال البتروكيماويات وقصب السكر
برز الفساد الواضح كسبب رئيسي للاحتجاجات في إيلام وهفت تبه. ففي إيلام، أثار فوز شركة “كهربا توان”، التي لم تسدد مستحقات العمال السابقة، بمناقصة جديدة غضب عمال البتروكيماويات، الذين اعتبروا الأمر دليلاً على فساد نظام المناقصات. وفي هفت تبه، واصل عمال قصب السكر إضرابهم لليوم الرابع، كاشفين عن عملية نهب منظمة لمخصصات طعامهم، حيث يتقاضى المقاول مبالغ ضخمة لا يصلهم منها سوى الفتات.
منتجو الغذاء على حافة الانهيار
امتدت الأزمة لتطال قطاع الأمن الغذائي الحيوي. ففي خراسان رضوي، تجمع مربو الدواجن وهم يصرخون “أخذوا أموالنا ولم يسلمونا الأعلاف!”، مما أجبرهم على إعدام جزء من دواجنهم. وفي مشهد، حذر الخبازون من توقف أفرانهم عن العمل بعد 100 يوم من العمل دون الحصول على مستحقاتهم من الحكومة، وهو ما يهدد بتوفير الخبز، أبسط حقوق المواطنين.


ضحايا الاحتيال يطالبون باسترداد أموالهم المنهوبة
لم يسلم المواطنون العاديون من عمليات الاحتيال المنظمة، حيث تجمع مشترو السيارات الذين سُلبت أموالهم قبل سنوات من قبل الشركات دون أن يتسلموا سياراتهم. وأعلن هؤلاء المحتجون، الذين يشعرون بالخذلان من تقاعس السلطات وعجزها عن حمايتهم، عن عزمهم على تنظيم تجمع جديد غدًا لمواصلة الضغط، مما يعكس انعدام الثقة التام في مؤسسات الدولة.
صرخة موحدة ضد نظام فاسد
إن هذه الاحتجاجات المتزامنة ليست حوادث معزولة، بل هي أعراض واضحة لانهيار اقتصادي وفساد بنيوي عميق في بنية النظام الإيراني. من حقوق العمال المهدرة إلى أموال المواطنين المنهوبة، ومن تهديد الأمن الغذائي إلى تفشي المحسوبية، تُظهر هذه التحركات أن غضب الشعب الإيراني قد وصل إلى نقطة الغليان، وأن صبره على الظلم والفساد قد نفد، موجهًا رسالة واضحة بأن استمرار الوضع الحالي لم يعد ممكنًا.

إرسال التعليق