الحرس الثوري الإيراني وصادرات الإرهاب وإذكاء عدم الاستقرار في المنطقة
لقد أصبح الحرس الثوري الإيراني، منذ تأسيسه، أداة النظام الرئيسة لتصدير أزماته إلى الخارج وفرض نفوذه في المنطقة. خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت عملياته العسكرية غير المباشرة، سواء عبر الميليشيات في العراق ولبنان واليمن، أو من خلال دعم الجماعات المسلحة الطائفية، ما جعل إيران محورًا رئيسيًا للتوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. هذه السياسات لم تعد مجرد تهديد لدول الجوار، بل امتدت لتؤثر على استقرار العالم بأسره، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات ومراقبة نشاطات النظام الخارجي.
الحرب بالوكالة التي يقودها الحرس الثوري هدفها الأساسي حماية النظام الداخلي وإلهاء الشعب عن قمعه المستمر. فبينما يزداد الفقر والبطالة داخل إيران، ويشتعل الغضب الشعبي ضد سياسات الملالي، يرسل الحرس مليشياته لإثارة النزاعات في الخارج. وبهذا الشكل، يحاول النظام تحويل انتباه العالم عن انتفاضات الداخل، لكنه يفشل في إخفاء هشاشته واستنفاد موارده.
في العراق، ساهم الحرس الثوري في إنشاء ميليشيات متعددة الولاء له، تعمل على زعزعة الاستقرار السياسي وإثارة العنف الطائفي، مما يهدد العملية الديمقراطية هناك. وفي لبنان، يستمر دعم حزب الله الإيراني للسيطرة على القرار السياسي وعزل المعارضة، بينما في اليمن، تتسبب ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران في إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية. كل هذه السياسات تكشف أن النظام لا يسعى فقط لبسط نفوذه الإقليمي، بل أيضًا لتعويض ضعف شرعيته الداخلية من خلال خلق أعداء خارجيين وهميين.
ورغم هذه المحاولات، يبقى رد فعل الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة واضحًا وحاسمًا. تظاهرات نيويورك الأخيرة ضد النظام، والتي شارك فيها آلاف الإيرانيين، أظهرت أن المجتمع الدولي قادر على سماع صوت الشعب والدفاع عن حقوقه. هذه الاحتجاجات تجسد رفض الإيرانيين للعنف الإقليمي، وتؤكد أن الشعب يرفض أن يُستغل الخارج للتهرب من محاسبة النظام داخليًا.
السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قدموا رؤية واضحة لكيفية مواجهة هذا التصدير المستمر للأزمات. فهم يرون أن الحل يكمن في إسقاط النظام داخليًا، وتحويل موارد الدولة من أدوات القمع والحروب الخارجية إلى مشاريع تنموية حقيقية تعود بالنفع على الشعب. هذه الرؤية الديمقراطية توفر خارطة طريق للمنطقة بأسرها نحو استقرار حقيقي، بعيدًا عن حروب الوكالة والتدخلات الإيرانية.
النتيجة النهائية واضحة: كل عملية هجومية خارجية يقوم بها الحرس الثوري تزيد من عزل النظام داخليًا وخارجيًا، وتؤكد أن الحل الحقيقي يكمن في مقاومة الشعب الإيراني المنظمة، التي تتحد داخل إيران وخارجها لتحقيق الحرية والديمقراطية. المستفيد الوحيد من سقوط هذا النظام سيكون الشعب الإيراني وأمن المنطقة ككل، وليس الملالي الذين يراهنون على الفوضى لنيل السلطة.
إرسال التعليق