أربعة عشر عاماً مرّت منذ أن فتحت مصر أبوابها وقلوبها أمام إخوتها السوريين.

أربعة عشر عاماً مرّت منذ أن فتحت مصر أبوابها وقلوبها أمام إخوتها السوريين.

أربعة عشر عامًا حملت في طياتها الكثير من القصص الإنسانية التي لا تُنسى،
قصص عن محبة واحتواء، عن وطن بديل لم يشعر فيه السوري أنه غريب أو ضيف، بل أخ بين أهله وناسه.

منذ اللحظة الأولى لوصول السوريين إلى مصر، لمسوا شيئًا استثنائيًا؛
المصري لم يتعامل معنا كلاجئين، بل كإخوة وأبناء عمومة، تقاسم معنا لقمة العيش،
وشاركنا الأفراح والأحزان. في الأسواق، في المدارس، في الجامعات، في العمل، وحتى في الشوارع،
كنا نسمع جملة صادقة وبسيطة لكنها عميقة: ” إنتو منورين مصر، دي بلدكم زي ما هي بلدنا.”

على مدار هذه السنوات، نجح السوريون في الاندماج داخل المجتمع المصري،
وشاركوا في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. آلاف المشاريع الصغيرة والمتوسطة أسسها السوريون هنا،
ووفرت فرص عمل للشباب من الطرفين. ومع ذلك، لم يكن النجاح نتيجة جهد فردي فقط، بل نتيجة بيئة حاضنة دعمت، ساندت، واحتضنت.

مصر لم تكن مجرد محطة عبور، بل أصبحت بيتًا ثانيًا. تكوّنت مجتمعات صغيرة حملت عبق الشام وامتزجت بروح مصر.
أطفال السوريين الذين دخلوا مدارسها قبل 10 سنوات أصبحوا اليوم شبابًا يدرسون في جامعاتها ويعملون في مؤسساتها، وقلوبهم مملوءة بالوفاء لمصر وأهلها.

المحبة التي أظهرها المصريون لا يمكن أن تُقاس بكلمات. كل بيت سوري في مصر لديه قصة شكر يرويها: عن جار مصري وقف معه في محنته،
عن صاحب عمل احتضنه، أو عن صديق مصري شاركه تفاصيل الحياة بحلوها ومرها.

اليوم وبعد مرور 14 عامًا، يقف السوريون ليقولوا كلمة حق: “مصر لم تحتضننا كضيوف، بل كأبناء. ولن ننسى هذا الجميل ما حيينا.”

فمن قلوب السوريين إلى قلوب المصريين: جزاكم الله خيرًا على الكرم والمحبة والوفاء. دمتم إخوة لنا، ودمنا لكم إخوة أوفياء.
نرجو المشاركة او اعادة النشر ♥️
#الاساءات_لا_تمثلنا
29/9/2025
#محمد_داغستاني #سوريا #مصر

إرسال التعليق