تظاهرات الغد في نيويورك: صوت المقاومة الإيرانية يواجه ظلم النظام في محفل الأمم المتحدة

تظاهرات الغد في نيويورك: صوت المقاومة الإيرانية يواجه ظلم النظام في محفل الأمم المتحدة

مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تتجه الأنظار إلى تظاهرات حاشدة مقرر إقامتها غداً أمام مبنى الأمم المتحدة، حيث سيشارك آلاف الإيرانيين في الشتات إلى جانب ناشطين دوليين ومدافعين عن حقوق الإنسان في مواجهة مباشرة مع النظام الإيراني. تحمل هذه التظاهرات رسالة واضحة مزدوجة: فضح سعي النظام الإيراني النووي المسبب لزعزعة الأمن العالمي، وأيضاً كشف سجلّه الدموي في انتهاكات حقوق الإنسان داخلياً، خاصة موجة الإعدامات غير المسبوقة في تاريخ البلاد.

تأتي هذه التظاهرات في ظل أزمة معقدة تواجه النظام، تمتزج فيها تهديدات أمنية دولية مع مأساة إنسانية داخلية. فمن جهة، يحاول النظام الإيراني التمسك بمشروعه النووي رغم العقوبات الدولية المحاصرة، ومن جهة أخرى يزداد قمعه الوحشي للشعب، حيث تجاوزت أعداد الإعدامات آلاف الضحايا خلال العامين الأخيرين، في سياسة قمع ممنهجة تهدف إلى ترهيب كل من يعارض الحكم. وتأتي هذه الأحداث تزامناً مع تصعيد دبلوماسي عالمي عبر آلية إعادة فرض العقوبات الأممية، الأمر الذي يصب مزيداً من الضغط على النظام ويبرهن على فشله في الانصياع للقوانين الدولية.

تؤكد فعاليات التظاهرات في نيويورك أن المعركة ضد النظام لا تقتصر على الملف النووي فقط، بل تشمل الجانب الحقوقي الذي هو جزء لا يتجزأ من الأزمة، فالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تشكل قسماً أساسياً من سياسة النظام القمعية، ويجب أن يكون رد المجتمع الدولي شاملاً ومتكاملاً، يمنع استمرار الاستسلام لنزعات النظام التوسعية والدموية.

دور الشباب الإيراني يبرز كعامل أساسي في هذا النضال، حيث يكسرون حاجز الخوف بالرغم من الاعتقالات والتعذيب، ويدفعون الحركة الوطنية نحو العمل من أجل برنامج ديمقراطي يحترم حريات المواطنين. من خلال التظاهرات، يقدم هؤلاء الشباب وجهاً حقيقياً لإرادة الشعب، مطالِبين بعدالة لا تقتصر على الضغط السياسي فقط، بل تشمل المساءلة القانونية للنظام على جرائمه.

كما تقوم قيادات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بإيصال هذه الرسالة بوضوح، مطالبة الأمم المتحدة والدول الغربية بأن يتحول الحديث إلى أفعال تفرض ربط العقوبات بحقوق الإنسان ومحاسبة النظام على اعتداءاته بدلاً من إتباع سياسة المماطلة والتفاوض الفاشل، التي لم تحقق تقدماً حقيقياً طوال سنوات.

تظاهرات الغد تمثل دعوة أخلاقية للحاضرين في نيويورك، فهي تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بالقيم الإنسانية. فمن غير المقبول أن تظل انتهاكات حقوق الإنسان تتوسع بينما العالم يتغاضى، حيث أن مستقبل استقرار المنطقة والعالم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية تعامل الأمم المتحدة مع النظام الإيراني. فالتجاهل أو التهاون يعني استمرار دورة الظلم والقهر.

في الختام، رسائل التظاهرات التي ستعصف بالنيويورك غداً هي صوت الحق والحرية، تستحث المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني المُطالب بحقوقه المشروعة، وتفضح زيف النظام القمعي الذي لا يعترف إلا بالعنف والقمع. إنها دعوة لضوء الحقيقة في ظلام إيران الموحش، وتمهيد طريق لسقوط حكم الاستبداد وبزوغ فجر الجمهورية الديمقراطية التي يحلم بها ملايين الإيرانيين.

إرسال التعليق