بعد إعلان إثيوبيا عزمها على بناء سدود جديدة على النيل الأزرق بوادر مواجهة جديدة بين مصر وإثيوبيا، ووزير الري السابق للزمان: مصر ليس لها بديل لفقدان نقطة واحدة من حصتها المائية

بعد إعلان إثيوبيا عزمها على بناء سدود جديدة على النيل الأزرق بوادر مواجهة جديدة بين مصر وإثيوبيا، ووزير الري السابق للزمان: مصر ليس لها بديل لفقدان نقطة واحدة من حصتها المائية

تصاعد التوتر من جديد بين مصر وإثيوبيا عقب إعلان الرئيس الإثيوبي آبي أحمد عزم إثيوبيا على إنشاء أربع سدود جديدة على النيل الأزرق. وفي أول رد فعل على تلك الخطوة أكد دكتور محمد نصر الدين علام وزير الري السابق أنه سبق أن تقدمت إثيوبيا بطلب لمصر لإقامة تلك السدود، إلا أن مصر وبعد دراسات من قبل وزارة الري تبينت تأثيرها الضار جدًا على السد العالي والأمن المائي المصري، وبناءً على ذلك تم رفض الطلب الإثيوبي لأن مصر ليس لها بديل لتعويض فقدان قطرة واحدة من المياه، خاصة أن مصر أنفقت مليارات الدولارات على إقامة مشروعات لتعويض نقص حصتها من المياه بعد إقامة سد النهضة، من إقامة مشروعات معالجة مياه الصرف الصحي وتبطين الترع واستخدام وسائل الري الحديث، فضلًا عن زراعة محاصيل لا تستخدم كميات كبيرة من الماء.
وأوضح علام أن الضرر الأكبر سيكون على السودان حيث سيؤدي استخدام إثيوبيا لمخزون الطوارئ دون مبرر إلى غرق الأراضي السودانية، على عكس مصر التي يمكنها استيعاب أي فيضان قادم من خلال السد العالي. وللأسف ورغم المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها السودان، فإن وثيقة مسربة كشفت عن اتفاق سري بين إثيوبيا والسودان تم منذ عدة سنوات، الاتفاق حول آلية إدارة السد، وهذه الوثيقة لو صحت فإنها تكشف عن غياب التنسيق المصري السوداني في تلك القضية، وهو الأمر الذي مكن إثيوبيا من تحقيق أهدافها.
وأضاف دكتور عباس شراقي خبير موارد المياه أن الأنباء التي ترددت عن نية إثيوبيا إقامة 4 سدود جديدة ليست جديدة، فلقد سبق أن أعلنت إثيوبيا عن نيتها إنشاء 35 سدًا جديدًا على النيل الأزرق عام 1964 بدعم أمريكي نكاية في عبد الناصر بعد بناء السد العالي، إلا أن الاضطرابات التي حدثت في مصر عقب ثورة يناير شجعت إثيوبيا على البدء في إقامة سد النهضة، مؤكدًا أن مصر لن تقبل إنشاء أي سدود جديدة إلا بعد الاتفاق على طرق التشغيل وسنوات الملء.
وعن تصريحات ترامب التي أكد فيها أنه منع الحرب بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة، قال إن سد النهضة أصبح أمرًا واقعًا وعلى الولايات المتحدة أن تتدخل للتوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا على قواعد الملء والتشغيل خلال سنوات الجفاف.
واستبعد شراقي حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة نظرًا للعلاقات التاريخية التي تربط مصر وإثيوبيا.
من ناحية أخرى كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر أرسلت تحذيرًا شديد اللهجة إلى الجانب الإثيوبي بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حاولت إثيوبيا الاستيلاء على ميناء من إريتريا للحصول على منفذ على البحر الأحمر، نظرًا للاتفاقات الأمنية التي تربط مصر بإريتريا، ومن منطلق هذا فإن مصر ستتصدى بالقوة لأي محاولة إثيوبية لتحقيق هذا الهدف.
مصطفى عمارة

إرسال التعليق