مع بدء زيارة رئيس دولة الإمارات العربية لمصر أزمة مكتومة بين مصر والإمارات بسبب السودان ومخاوف من سيطرة إسرائيل على الاقتصاد المصري من خلال الإمارات.

مع بدء زيارة رئيس دولة الإمارات العربية لمصر أزمة مكتومة بين مصر والإمارات بسبب السودان ومخاوف من سيطرة إسرائيل على الاقتصاد المصري من خلال الإمارات.

وصل إلى القاهرة مساء أمس رئيس دولة الإمارات العربية لإجراء مباحثات مع الرئيس السيسي بخصوص العلاقات الاقتصادية بين البلدين والملفات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في السودان وسد النهضة. وتجيء زيارة الرئيس الإماراتي عقب عودة الرئيس السيسي من السعودية حيث أكد مصدر دبلوماسي أن هناك تنافساً سعودياً إماراتياً على امتلاك أراضٍ مصرية لإقامة مشروعات عليها، واستطاعت الإمارات في ظل تراجع العلاقات المصرية السعودية خلال الفترة الماضية الاستحواذ على مساحات واسعة من الأراضي المصرية مستغلة في ذلك الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر وسعي مصر لمبادلة الديون بأراضٍ مملوكة للدولة، مستفيدة في ذلك من علاقتها بعدد من المستشارين المقربين من الرئيس السيسي. واستطاعت الإمارات من خلال السياسة الاستثمار بمشروعات هامة على رأسها مشروع رأس الحكمة وشراء أراضٍ وسط القاهرة لإقامة مشروعات عليها، فضلاً عن مناطق في منطقة الوراق وميناء العريش وعزبة الهجانة ومدخل بورسعيد، وهو الأمر الذي أدى إلى صدامات واسعة بين الأمن المصري وأهالي تلك المناطق الذين رفضوا إخلاء مساكنهم لبيعها لحساب الإمارات. وكان آخر تلك المناطق حصول الإمارات على مدخل قناة السويس لإقامة رصيف بحري عليها. وأوضح المصدر أن أبوظبي تشعر بقلق من أن يؤدي التقارب المصري السعودي عقب زيارة السيسي للسعودية إلى أن يكون هذا التقارب على حساب العلاقات بين مصر والإمارات، والتنافس بين البلدين على الاستحواذ على أراضٍ مصرية. فيما أعرب خبراء سياسيون واقتصاديون عن مخاوف من سيطرة اليهود على الاقتصاد المصري من خلال الإمارات التي منحت رجال أعمال إسرائيليين الجنسية، حيث تنبأ الإعلامي المصري توفيق عكاشة بأن إسرائيل سوف تسيطر خلال أربع سنوات على الاقتصاد المصري من خلال الإمارات. ورغم تنامي العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات إلا أن مصدراً أمنياً رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه كشف في تصريحات خاصة للزمان أن هناك أزمات مكتومة في العلاقات بين البلدين، يأتي على رأسها الوضع في السودان حيث تدعم مصر الجيش الوطني السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع التي تدعمها الإمارات، وظهر ذلك جلياً في عمل اللجنة الرباعية الخاصة بأزمة السودان والتي ضمت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، حيث قدمت الإمارات تعديلاً على مسودة بيان ينص على عدم وجود أي حضور للجيش والدعم السريع في العملية الانتقالية، وهو الأمر الذي رفضته مصر. وأكد المحلل السياسي السوداني للزمان أن الإمارات تنفذ مشروعاً صهيونياً في المنطقة، وهو ما أكده عديد من الخبراء السياسيين. كما أبدت مصر اعتراضها على الدور الذي تلعبه الإمارات في دعم إثيوبيا في سد النهضة. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يعمل الرئيس السيسي ورئيس دولة الإمارات لتجاوز الخلافات بينهما في عدد من الملفات حفاظاً على العلاقات الاقتصادية المميزة بينهما، وخاصة حاجة مصر إلى الدعم الاقتصادي الإماراتي لتجاوز الأزمة الطاحنة التي يمر بها الاقتصاد المصري.
مصطفى عمارة

إرسال التعليق