الملف الفلسطيني والوضع الاقتصادي يعيدان الدفء إلى العلاقات المصرية السعودية جاءت زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين في ظروف دقيقة تمر بها العلاقات بين البلدين سواء على صعيد السياسة الخارجية أو على المستوى الاقتصادي

الملف الفلسطيني والوضع الاقتصادي يعيدان الدفء إلى العلاقات المصرية السعودية جاءت زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين في ظروف دقيقة تمر بها العلاقات بين البلدين سواء على صعيد السياسة الخارجية أو على المستوى الاقتصادي

كشف مصدر دبلوماسي أن العلاقات المصرية السعودية مرت خلال المرحلة الماضية بتوتر غير مسبوق في العلاقات حتى إنها وصلت إلى حد توجيه انتقادات واسعة إلى قيادتي البلدين إلى الحد الذي انتقدت فيه شخصية إعلامية وسياسية بارزة في المملكة سياسات الرئيس السيسي الداخلية والخارجية والإشارة إلى قرب نهاية حكمه وهو ما قوبل برد مماثل من شخصيات إعلامية مصرية وترجم هذا التراجع بإجراءات عملية تمثلت في قرار تركي آل الشيخ رئيس لجنة هيئة الترفيه في السعودية استبعاد الفنانين المصريين من المشاركة في المهرجان هذا العام كما تراجعت الاستثمارات السعودية في مصر إلا أن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة خاصة في الملف الفلسطيني وتهديدات إسرائيل بتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات دفعت قيادة البلدين إلى وقف هذا التدهور في العلاقات والعودة بها إلى المسار الصحيح. وأوضح مصدر دبلوماسي مصري للزمان أن عدة أحداث منها تراجع الدعم الاقتصادي السعودي لمصر في ظل سوء استخدام المنح التي منحتها السعودية في مشروعات لا تدر على المواطن المصري العادي أي فوائد كما عاد الحديث مجددا عن ملف تيران وصنافير بعد تحفظ مصر على وضع أجهزة مراقبة في الجزيرتين والتي تضر الأمن القومي المصري كما جرى تهميش الجانب المصري في الزيارة التي قام بها ترامب لدول الخليج إلا أن خطورة ما يجري في ملف غزة دفعت البلدين إلى إعادة الحسابات على كل المستويات وفي هذا الإطار طالبت مصر السعودية بممارسة نفوذها على الإدارة الأمريكية للحد من تهديد الجانب الإسرائيلي أمن المنطقة كما أكد البلدان أنهما بصدد استعادة التعاون والاستثمار المعطل منذ ستة أشهر حيث توافق البلدان على تدشين مشروعين استثماريين ضخمين بمنطقة رأس شقير المطلة على البحر الأحمر الذي تأخر الإعلان عنه في ظل توتر العلاقات بين البلدين كما تم الاتفاق على إطلاق حوار استراتيجي بين البلدين يعالج أي توترات في العلاقة ويطور التعاون بينهما في شتى المجالات وانعكس هذا على تأييد السعودية اختيار نبيل إسماعيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق كأمين لجامعة الدول العربية خلفا للأمين الحالي. وفي السياق ذاته قال خبير الأمن القومي المصري محمود مخلوف للزمان إن زيارة السيسي للسعودية تهدف إلى تشكيل منظومة أمان عربية في ظل التحديات الراهنة كما أنها تعكس العلاقات التاريخية بين البلدين ومحور استقرار المنطقة كما أن التنسيق بين البلدين يمثل ركيزة للأمن القومي المصري والعربي وأشار إلى أن الزيارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية مهمة وأنها تؤكد وحدة الرؤية تجاه أزمات المنطقة كما أنها تعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار.
مصطفى عمارة

إرسال التعليق