توأمي الحلو ( كنان وأوركيدا ) كان يمكنُ في مثل هذا اليوم أن تكونا في الثامنة من عمركما كنت أفرح بهذا التاريخ كثيراً، لا أعرف إن كان لتكرار السبعات وإحساسي أنّه تاريخ عبقريّ، أم لأن الله عزّ وجلّ قدّر أن يكون يوماً لقدومكما إلى الحياة

توأمي الحلو ( كنان وأوركيدا )
كان يمكنُ في مثل هذا اليوم أن تكونا في الثامنة من عمركما
كنت أفرح بهذا التاريخ كثيراً، لا أعرف إن كان لتكرار السبعات وإحساسي أنّه تاريخ عبقريّ، أم لأن الله عزّ وجلّ قدّر أن يكون يوماً لقدومكما إلى الحياة
27/7/2017

لقد رحلتما قبل أن تسألاني الأسئلة المخيفة جداً، التي كان يمكنُ ألّا أُشْفَى منها، تماما كما لا أشفى من رحيلكما، ولا أعرف ما الأقسى، لكن لا شيء أقسى من هذا الغياب الموجع

لماذا يقطعون عنا الخبز ؟

أكره أن أقول من الجيد أنني لم أسمع هذا السؤال منكما، لأنّ الحياة التي سأخبركم عنها لم تكن لتشبه ما تعيشانه أبداً، كيف سأخبركم عن خُلق سيّدي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وهم يؤثرون غيرهم على أنفسهم، كيف سأحدثكم عن كفار قريش وجملتهم المشهورة عند حصار شعب أبي طالب ( كيف نأكل الطعام وبنو هاشم جوعى )

أخاف من فكرة كيف سأحدثكم عن الحياة ومفاهيم الإحسان، والجسد الواحد والإيثار وكل تلك المعاني التي أفنى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في إيصالها لنا، ذلك المعنى الذي بكاه سيدنا عمر بن الخطاب وهو يقول أخاف إذا عثرت دابة ببغداد أن أسأل عنها، ماذا سأقول لكم حين تسألونني لماذا تُرِكنا نجوع ونموت ونتألم كل هذا الوقت وهنالك الملايين من المسلمين حولنا يأكلون ويشربون ولا يموتون من الجوع والقصف والنزوح، وسأتألم أكثر إذا سألتمونني
هل يعرفون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

لقد رحلتما دون أن تتذوقا معاني هذا الخذلان الكبير الفاضح من إخوتنا المسلمين
نعم
وفي ذلك رحمة كبيرة يا حبيباي ..

لقد كان العالم وحشاً كبيراً يا ماما، لقد أشبعنا شعارات ب( الإنسان أولاً) وفي نفس الوقت يقطعون حليب الرضّع عن غزّة، بل ويقطعون الأوكسجين عن الأطفال الخدّج في المستشفيات فيموتون ويتحللون في الحضّانات، لأعرف تماماً أنّ الإنسان ليس أولاً، بل المصلحة هي الأولى، القرار الصهيوني هو الأول بالنسبة لهم، ولا أستطيع أن أقول أن الإنسان الفلسطيني أخيراً، لأنني لا أراه كذلك، لا أرى الإنسان الفلسطيني إلا سابقاً زمنه بقوله وفعله، الثائر الحقيقيّ في عالم مزيّف وعبثيّ، الفلسطيني الإنسان الوحيد المتبقي على الأرض

أبلغا رسول الله صلى الله عليه وسلم منّي ومن أهل غزّة السلام، وقولا بأننا حاولنا أن نصمد وأن نصبر ما استطعنا لذلك سبيلا علّ ربنا يتقبل منّا بمحبتنا له صلى الله عليه وسلم

شهيداي أنتما لا تكبران فحسب
أنتما تتوهجان
وقاتلكما يصغر وإن كبر، وسيسقط وإن علا
وسننتصر وإن ظنّ الواهمون بأنّ ذلك خرافة
لكننا نراه واقعاً مقضيّاً في كتابٍ مبين

والسلام عليكما شوقا لا يحصى وتوقا لا ينتهي