فوكس نيوز: زعيمة المقاومة الإيرانية ترسم ملامح تغيير النظام ويعتبره «أمراً لا مفرّ منه»

فوكس نيوز: زعيمة المقاومة الإيرانية ترسم ملامح تغيير النظام ويعتبره «أمراً لا مفرّ منه»

في مقابلة حصرية مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية ، وفي ظل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، قدمت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رؤية حركتها لإيران ديمقراطية. وفي هذا الحوار، رفضت السيدة رجوي كلاً من التدخل العسكري الأجنبي وعودة النظام الشاه، ووصفت تغيير النظام بأنه ليس ممكناً فحسب، بل هو “حتمي”، مستشهدة بعقود من المقاومة المنظمة والانتفاضات الجماهيرية.
وقد عرضت خطتها ذات النقاط العشر من أجل جمهورية علمانية تقوم على المساواة بين الجنسين، ورفضت الادعاءات بعدم شعبيتها باعتبارها دعاية يروج لها النظام. ودعت السيدة رجوي قادة العالم، بمن فيهم الرئيس ترامب، إلى تبني سياسة حازمة تعترف بحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره. كما رفضت التحالف مع الملكيين، مؤكدة أن التغيير الحقيقي يجب أن يأتي من خلال انتخابات حرة وإرادة الشعب الإيراني.
مقتطفات من المقابلة الحصرية
فوكس نيوز: هل تعتقدين أن تغيير النظام سيحدث في إيران؟
مريم رجوي: بالتأكيد. إن تغيير النظام في إيران ليس مجرد احتمال، بل هو ضرورة تاريخية – حتمية وفي متناول اليد. هناك اليوم مجتمع متفجر وساخط ومقاومة منظمة مستعدة لدفع أعلى ثمن من أجل حرية وطنها. وعلى العكس من ذلك، فقد نظام الولي الفقيه كل شرعيته بسبب الفساد الهيكلي المتجذر، والقمع الوحشي، وعدم الكفاءة الاقتصادية الواسعة. إن موجات الانتفاضات الشعبية – من عام 2009 إلى 2017، و2018، و2019، و2022 – بشعارات قوية مثل “الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي” و”الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي”، تعكس بوضوح إصرار الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع على إنهاء هذا النظام.

فوكس نيوز: ماذا تقدم حركتكم للشعب الإيراني؟
مريم رجوي: نحن نقدم للشعب الإيراني بديلاً ديمقراطياً وشاملاً: جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين الجنسين، واحترام حقوق الأقليات العرقية والدينية، وإلغاء عقوبة الإعدام. إن الخطة ذات النقاط العشر التي قدمتها قبل 19 عاماً لمجلس أوروبا متجذرة في المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وتوفر خارطة طريق شاملة وعملية لإيران حرة وعادلة. وعلى عكس النظام الذي يحكم بالخوف والقمع، نحن نؤمن بقوة الشعب واختياره الحر. وفي قلب مقاومتنا تقف منظمة مجاهدي خلق، بتاريخها الممتد لستين عاماً في مواجهة ديكتاتوريتين، وتقديمها لإسلام متسامح وديمقراطي يحتضن التعايش بين أتباع الديانات المختلفة.

فوكس نيوز: يقول الكثيرون إن حركتكم لا تحظى بشعبية بين الإيرانيين العاديين – كيف تردون؟
مريم رجوي: في ظل ظروف الاستبداد المطلق، متى تم اختبار شعبية مقاومتنا بشكل حقيقي من خلال انتخابات حرة أو استطلاعات رأي موثوقة؟ في ظل هذه الظروف، المقياس الوحيد هو شرعية المقاومة نفسها. إن مثل هذه الاتهامات هي جزء من حملة تشويه واسعة وممنهجة يشنها النظام ضد معارضته الرئيسية، حيث ينفق مئات الملايين من الدولارات سنوياً لإنتاج أفلام ومسلسلات وكتب ومقالات وتجنيد مرتزقة لتشويه سمعة المقاومة. إذا كانت مقاومتنا تفتقر حقاً إلى الدعم الشعبي، فلماذا يخشى النظام إلى هذا الحد من نفوذها وتأثيرها داخل إيران؟ ولماذا أعدم أكثر من 100 ألف من أنصارها وأعضائها؟
فوكس نيوز: ما هي رسالتكم للرئيس ترامب؟
مريم رجوي: رسالتنا للرئيس ولجميع قادة العالم واضحة: تغيير النظام في متناول اليد، ويمكن تحقيقه على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. لقد أكدنا باستمرار أننا لا نحتاج إلى المال ولا إلى الأسلحة. ما نسعى إليه من المجتمع الدولي هو سياسة حازمة ضد النظام والاعتراف بحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره – خالياً من أي شكل من أشكال الديكتاتورية، سواء كانت دينية أو شاه – والاعتراف بنضال وحدات الانتفاضة ضد الحرس النظام لإسقاط النظام. لقد حذرت في البرلمان الأوروبي قبل 21 عاماً من أن الاسترضاء سيشجع النظام وفي النهاية يفرض الحرب على الغرب. واليوم، أصبحت هذه التحذيرات، بكل مرارة، حقيقة واقعة.
فوكس نيوز: ألا حان الوقت لتوحيد صفوف المعارضة، بما في ذلك الملكيون؟
مريم رجوي: داخل إيران، كل الملتزمين بإسقاط هذا النظام متحدون. والمجلس الوطني للمقاومة، باعتباره أوسع وأطول تحالف سياسي في تاريخ إيران، أبدى استعداده للتعاون مع جميع المجموعات الملتزمة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعلمانية والنظام الجمهوري. ومع ذلك، لا مكان للملكية في إيران، وأي تحالف مع الملكيين لا يفيد إلا النظام الذي يسعى لربط معارضيه بديكتاتورية الماضي.
فوكس نيوز: إذا سقط النظام، كيف يجب اختيار القائد القادم لإيران؟
مريم رجوي: فقط من خلال عملية ديمقراطية – انتخابات حرة ونزيهة. وفقاً لخطة المجلس الوطني للمقاومة، فإن الحكومة المؤقتة التي سيتم تشكيلها بعد سقوط النظام ملزمة بتنظيم انتخابات لمجلس تأسيسي وتشريعي في غضون ستة أشهر. وبمجرد انعقاد هذا المجلس، سيتولى الحكم، ويتولى صياغة دستور جديد. إن الشعب الإيراني لا ينظر إلى الماضي ولا إلى الوضع الراهن، بل يتطلع إلى الأمام – إلى مستقبل حر وديمقراطي، حيث تستمد الشرعية فقط من صناديق الاقتراع.

إرسال التعليق