رغم النفي الرسمي لوجود أزمة في العلاقات بين البلدين مصدر دبلوماسي رفيع المستوى يكشف للزمان أسرار الخلاف المصري السعودي و مصدر رسمي مصري للزمان العلاقات المصرية السعودية في أفضل حالها و هناك أطراف داخلية و إقليمية تحاول الصيد في الماء العكر

رغم النفي الرسمي لوجود أزمة في العلاقات بين البلدين مصدر دبلوماسي رفيع المستوى يكشف للزمان أسرار الخلاف المصري السعودي و مصدر رسمي مصري للزمان العلاقات المصرية السعودية في أفضل حالها و هناك أطراف داخلية و إقليمية تحاول الصيد في الماء العكر

ساد الغموض حقيقة وجود أزمة في العلاقات المصرية السعودية بعد الأنباء التي ترددت عن وجود أزمة في العلاقات بين البلدين و رغم نفي مصادر رسمية للزمان وجود أزمة في العلاقات بين البلدين معتبرا أن تلك الأنباء عارية من الصحة و محاولات في جهات داخلية و على رأسها جماعة الإخوان المسلمين و دول إقليمية و دولية للنيل من العلاقات الإستراتيجية و الأزلية بين البلدين والتي تقف حائط صيد أمام أطماع الجهات المعادية و التي تحاول النيل من المنطقة.
إلا أن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى طلب عدم ذكر إسمه كشف للزمان أسرار تلك الأزمة التي لم تكن وليدة ساعة اللحظة بل بدأت جذورها مع رحيل الملك عبد الله ملك السعودية و الذي لعب دورا بارزا في دعم النظام المصري ماليا وسياسيا إبان عهد الرئيس الراحل المبارك و النظام الحالي في عهد السيسي و هو الأمر الذي مكن النظام المصري من السيطرة على الأوضاع في ظل الصراع المحتدم بين نظام السيسي و جماعة الإخوان و قدرت مصادر حجم المساعدات التي قدمها الملك عبد الله للنظام الحالي قرابة 92 مليار دولار إلا أن تلك العلاقة لم تستمر على حالها بعد رحيل عبد الله و تغيير نظام البيعة و تولي الملك سلمان مقاليد الحكم و الذي مكن ابنه الأمير محمد بن سلمان من السيطرة على الحكم و في ظل رؤية الأمير الشاب لدور المملكة السعودية و سعيه أن تكون المملكة هي قائدة المنطقة في ظل تراجع الدور المصري بدأت ملامح الفتور في العلاقات حيث سارع الرئيس أردوغان لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبد الله و الإلتقاء بالأمير الشاب فيما تأخر الرئيس السيسي عن تقديم هذا الواجب لعدم الإلتقاء بأردوغان الذي لم يعترف بثورات 20 يونيو و دعم جماعة الإخوان ضد النظام الجديد و رغم ذلك سعى الرئيس السيسي إلى توطيد علاقته مع الأمير الشاب حيث أكد أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة تعرض المملكة لأي اعتداء كما لعب دور كبير في نقل سيادة جزيرتي تيران و صنافير إلى السيادة السعودية على الرغم من المعارضة الشعبية لهذا الإجراء و قبل هذا الإجراء بإشادة محمد بن سلمان الذي قام بزيارة تاريخية لمصر و قوبل بإستقبال أسطوري و توقع الجميع أن تشهد العلاقات بين الطرفين طفرة إلى أن ذلك لم يتحقق و عاد التوتر مجددا إلى العلاقات البلدين بعد رفض السيسي إرسال قوات برية مصرية إلى اليمن لعدم تكرار ما حدث للجيش المصري في حرب اليمن كما إستمرت السيطرة الأمنية المصرية على جزيرتي تيران وصنافير رغم التنازل الرسمي عنها.
في الوقت الذي توثقت فيه العلاقات مع الإمارات و التي يوجد خلافات بينها و بين السعودية في عدد من الملفات و قامت ببيع مساحات شاسعة من الأراضي لمستثمرين سعوديين و في المقابل بدأت السعودية في التحفظ على تقديم دعم غير مشروط لمواجهة الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها و إشترطت على لسان وزير ماليتها أن أي دعم يتم تقديمه لابد أن يكون في نطاق إستثمارات سعودية و زاد من توتر العلاقات تقديم السعودية تريليوني دولار للرئيس ترامب في الوقت الذي تتحفظ فيه السعودية على تقديم دعم مالي كبير لإنقاذ مصر من أزمتها الإقتصادية كما دعمت السعودية النظام السوري الجديد على الرغم من تحفظ مصر عليه بدعوى خلفيته بجماعات إرهابية معادية للنظام المصري.
و في ظل تلك الخلافات تفجر تراشق إعلامي على منصات التواصل الإجتماعي بين مصريين و سعوديين من بينهم شخصيات إعلامية بارزة معروفة بقربها من النظام الرسمي و قابلها حملات مضادة من شخصيات سعودية و في ظل تلك الحملات كشف تحليل أجراه المركز المصري لرصد السلوك الرقمي أن أكثر من 60% من الحسابات المشتبه فيها و المتورطة في تلك الحملات تم إنشاؤها خلال أقل من عام و تفتقر إلى تفاعلات طبيعية أو نشاط بشري حقيقي مع الإعتماد على تكرار العبارات المفتاحية و سرعة النشر غير المنطقية بهدف تضليل الرأي العام و تشجيع التوتر بين الدول كما أطلقت مؤسسات المجتمع المدني المصرية و العربية حملات توعية تدعو المستخدمين إلى التحقق من مصادر المحتوى و حذر عمرو موسى وزير الخارجية السابق في تصريحات خاصة للزمان من محاولة المساس بالعلاقات المصرية السعودية بإعتبارها العمود الذي يرتكز عليه الأمن القومي العربي فيما أكد اللواء سمير فرج الخبير العسكري أن السعودية هي التي طلبت من مصر إستمرار وجودها العسكري في تيران وصنافير نافيا عزم المملكة على السماح بتواجد عسكري أمريكي في تيران وصنافير أو تركيب كاميرات مراقبة.
في سياق ذاته نفى المتحدث بإسم مجلس الوزراء المصري محمد الحمصاني للزمان الشائعات التي تحدثت عن وجود توتر في العلاقات المصرية السعودية مؤكدا الروابط القويه بين البلدين على المستوى الرسمي و الشعبي و أوضح أن زيارة رئيس مجلس الشورى السعودي إلى القاهرة و لقائه مع الدكتور مصطفى مدبولي تأتي في إطار الزيارات المتبادلة المنتظمة بين البلدين لتعزيز التعاون المشترك.

مصطفى عمارة

إرسال التعليق