وفد من المخابرات الإسرائيلية يصل إلى القاهرة لإتمام صفقة تبادل الأسرى وجهود مصرية مكثفة لإقناع ابو مازن بالموافقة على لجنة الإسناد المجتمعي

كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن وفد من المخابرات الإسرائيلية سوف يصل للقاهرة خلال الساعات القادمة للتفاوض مع المسئولين المصريين حول إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل واضاف المصدر أنه من المنتظر أن يتم خلال الفترة الأولى من الهدنة والتي تستمر خمسة أيام الإفراج عن خمسون أسيرا إسرائيليا من أصحاب الحالات المرضية وكبار السن في مقابل إفراج إسرائيل عن عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وكان وفد من حماس قد زار القاهرة اول أمس سلم خلالها المسئولين في المخابرات المصرية قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ترغب حماس في الإفراج عنهم كما طلبت حماس من الفصائل امدادها بالاسرى الإسرائيليين الاحياء والموتى تحسبا لإتمام الصفقة ومن المنتظر أنه في حالة موافقة إسرائيل فستبدأ المرحلة التالية والتي سوف تستمر حوالي شهرين يتم خلالها وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من معبر رفح وإدخال 200 شاحنة من المساعدات يوميا وانسحاب إسرائيل داخل مدن ومخيمات القطاع وأضاف المصدر أن مصر تبذل جهودا مكثفة لإقناع ابو مازن وقيادة حركة فتح بالموافقة على المبادرة المصرية الخاصة بتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي والتي وافقت عليها حركة حماس والتي سيتم بموجبها دعوة الفصائل للاجتماع في القاهرة حيث تعول القاهرة على إنجاح تلك اللجنة والتي سوف تسهل مفاوضات الحل الدائم في غزة عقب انسحاب إسرائيل وفي السياق ذاته دعا عدد من الخبراء السياسيين الفلسطينيين حركتي فتح وحماس إلى العمل على إنهاء الخلافات بينهما للعمل على إنهاء الحرب وانهاء الاحتلال الإسرائيلي لغزة وفي هذا الإطار رأى المحلل السياسي الفلسطيني د. احمد رفيق عوض أن الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي فتح وحماس لم ترقى بعد لمستوى المسؤولية الوطنية في تلك المرحلة الدقيقة وأوضح عوض أن هناك تباينا كبيرا بين فتح وحماس ليس فقط على مستوى الأيديولوجيا والمواقف السياسية بل أيضا على مستوى التحالفات والتوجهات الإقليمية وهذه الفروق سوف تؤثر بالسلب على المصالح الوطنية وأشار إلى أن إسرائيل تستغل تلك الخلافات بالادعاء بأن هناك طرف يمثل الفلسطينيين وأضاف الباحث الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي أن التوافق بين حركتي حماس وفتح أصبح ضرورة ملحة في ضوء الأوضاع الكارثية التي يمر بها قطاع غزة والتي تتطلب أن ترتقي كل الأطراف الفلسطينية إلى مسئولياتها التاريخية واضاف أنه إذا استمر هذا الانقسام فإن الجميع سوف يخسر لأن فتح مهددة في الضفة بفعل التطرف الإسرائيلي في ظل وجود حكومة يمينية حيث تتعرض غزة لكارثة إنسانية غير مسبوقة ورأى ياغي أن هذا التوافق يجب أن يشمل كافة الفصائل الفلسطينية لأن المصير المشترك للفلسطينيين في غزة والضفة يقتضي وحدة الصف لأن الكل مهدد والكل في نفس القارب .

مصطفى عماره